انا اب لشابين اكبرهم 28 سنة واصغرهم 25 سنة

1938

عندما وُلِد ابني الأكبر أحمد، شعرت بفرحة كبيرة به. لم أستطع الابتعاد عنه وفي بعض الأحيان أغـ،ـضب زوجتي بسببه، لأن قلبي أصبح ينتمي له تمامًا وحبه سيطر عليّ.

مرت الأيام والشهور والسنين، وأنجبت زوجتي ابني الثاني محمد. لكن حبي لأحمد كان أقوى وأكبر، ولم أتمكن من تجاوز ذلك لأحب ابني الثاني. حتى إنني لم أكن أستطيع حمل ابني الصغير. عندما كنت أخرج للتنزه، كنت أذهب مع ابني الأكبر وأترك الأصغر مع زوجتي.

مقالات ذات صلة
زوجتي كانت تحبهما بالتساوي، لكني كنت أعتقد أنها مخـ،ـطئة لأن ابني الأصغر كان شقيًا جدًا وصعب التحمل بينما كان ابني الأكبر هادئًا.

إعادة صياغة: لا أستطيع تذكر مرة جلست فيها مع ابني الأصغر أو لعبت معه أو أخذته إلى المدرسة. حتى عندما كان مـ،ـريضًا، لم أكن أتولى مهمة إيصاله إلى الطبيب. على أية حال، نما الأبناء وأصبح ابني الأكبر محاسبًا، بينما التحق ابني الأصغر بأحد المعاهد. لكن في نظري، كان ابني الأصغر فاشلًا بلا شكفي يوم من الأيام، تشاجر الأبناء ورفع ابني الأصغر يده على أخيه. في تلك اللحظة، انفـ،ـجر غضبي وتورمت عروقي وتصـ،ـببت وجهي بالعرق. فضـ،ـربت ابني الأصغر وطـ،ـردته من المنزل. على الرغم من أن زوجـ،ـتي طلبت مني أن أتسامح معه وأسمح له بالعودة إلى المنزل، إلا أنني رفضت وأطلقت مجموعة من الشـ،ـتائم ضده.

بعد طـ،ـردي لابني الأصغر، ذهب ليعيش مع والديّ ودرس العلوم الشرعية وحفظ القرآن. لم أكن أسأل عنه طوال تلك الفترة، وكل ما كنت أسمعه عنه كان من والديّ عندما يقومان بزيارتي. حتى أنا لم أكن أود رؤيته. بعد مرور بعض الوقت، تز.وج ابني الأكبر من امرأة تنتمي إلى مستوى اجتماعي راقٍ، لكنها لم تكن مناسبة للزواج.

عانت زو.جتي بسببي لأنني منعتها من زيارة ابنها الأصغر، حتى أنها لم تعد تستطيع المشي. ذهبت إلى ابني الأكبر لأشكو له مشـ،ـكلتي، لكنه أجاب أنها ليست ملزمة بخدمتي وأنه لا يملك الوقت لزيارتها.

في رمضان وبعد الساعة 1 صباحًا، شعرت بضيقة في صدري فخرجت من المنزل متجهًا إلى المسجد وصليت حتى أُقيمت صلاة الفجر. لكن خلال تلك الصلاة، شعرت براحة نفسية وخشوع تام للمرة الأولى. وكان السبب في ذلك هو القارئ الذي كان يمتلك صوتًا جميلًا جدًا.
بعد انتهاء الصلاة، بقيت جالسًا وأنا أبكي حتى اقترب مني المقرئ الذي كان يصلي بنا. كان شابًا وسيمًا ذو لحية بيضاء ناصعة. عانقني وتفاجأت من الموقف، لكنني عانقته بالمثل. ثم همس في أذني قائلًا: “إشتقت إليك يا والدي…!” قال لي إنه محمد، ابني الأصغر، فهل لم أتعرف عليه؟

قال لي أن أجلب كل ما نحتاجه أنا وأمه وأن نأتي للعيش معهم. وافقت على ذلك، وعندما وصلنا إلى المنزل وفتحت الباب، رأيت زوجتي تفرح بشدة. ابني بادر لمعانقة أمه التي حرمها من رؤيته.

مقالات ذات صلة
الآن، أعيش أنا وزوجتي مع والديّ وابني محمد وزوجته الحامل.

بعد عدة أشهر من العيش معًا في منزل واحد، كانت العائلة تتمتع بالصلة والوئام الذي عاشوه. أصبحت الأيام تمر بسرور وجعل الأفراد يتقربون أكثر من بعضهم البعض. كانت زوجة محمد تعتني بجميع أفراد العائلة بمحبة واهتمام، مما جعلها تكتسب تقدير واحترام الجميع.
في أحد الأيام، أقامت العائلة حفلًا للاحتفال بقدوم المولود الجديد. دعوا الأقارب والأصدقاء الذين شاركوهم فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة. كان هناك الكثير من الضحك والمرح والمشاركة في تلك الليلة الجميلة.

مع مرور الوقت، استمرت العائلة في النمو والازدهار. ترعرع الأطفال تحت رعاية جميع أفراد الأسرة، وتعلموا قيم الحب والاحترام والعمل الجاد. كانوا يساعدون بعضهم البعض في مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة.

أخذني معه إلى منزل والديّ المسنين الذي لم أكن أزورهما، وكنت أنتظر منهما أن يأتيا لزيارتي فقط. وجدت أمي نائمة وأبي مريضًا، وابني هو من يعتني بهما. لاحظت أن منزل والديّ قد تغير كثيرًا وأنه أصبح لهم طابق ثانٍ.

إعادة صياغة: تلك الليلة نمت في منزل والديّ. في الصباح، جاءتني فتاة جميلة لتوقظني قائلة: “لقد أنرت منزلنا يا عمي.” فسألتها عن هويتها، فأخبرتني أنها زوجة محمد. بعد الاستيقاظ، رأيت زوجة ابني تهتم بأمي؛ حيث قامت بتحميمها وتغيير ملابسها، وأعدت الفطور للجميع. أثار بي إعجابها حسن خلقها واحترامها.

شعرت برغبة في ضرب نفسي، فكيف يمكنني ترك ابنًا مثل هذا؟ بعد لحظات، ناداني والدي قائلًا: “تعال يا ابني، أريد معانقتك قبل أن أموت…”

كنت أظن أن أبي غاضب مني، لكنه شكرني بدلًا من ذلك. فسألته عن سبب شكره، فرد قائلًا: “قال لي ابنك محمد أنك أنت من أرسلته ليعتني بنا… وشكرًا على المال الذي كنت ترسله لنا.” تعجبت، فكنت قد طردت محمد من المنزل ولم أرسل أي أموال لوالديّ.

بعدها دخل ابني حاملًا أكياسًا من الخضار والطعام وسلمها لزو.جته قائلًا: “أريد منك أن تطبخي ألذ طعام لأبي.” كنت أضحك وأبكي في الوقت نفسه وقلت له إن أمه ستموت من أجله، فرد أننا سنذهب لإحضارها.

أخذني ابني خارج المنزل وحكيت له كل شيء، لكنني فوجئت عندما علمت أنه كان يعرف كل شيء بالفعل.

ذات يوم، جلس الأب والأم ووالديهم على شرفة المنزل وهم يشاهدون أحفادهم يلعبون في الحديقة. تبادلوا نظرات الامتنان والسعادة، مدركين أنهم قد أنجزوا ما كانوا يتمنونه لأنفسهم ولأبنائهم. كانت العائلة قد تغلبت على الصعاب وجمعت كل أفرادها مجددًا تحت سقف واحد.

وفي تلك اللحظة، فهموا جميعًا أن الحب والتفاهم والتكاتف هم أساس العائلة السعيدة والقوية.

ومنذ ذلك الوقت، مضوا يومهم بيومهم، مستمتعين بالحياة المشتركة والمغامرات الجديدة التي كانت تنتظرهم معًا.

لقد سردت قصتي لكم لتكون عبرة ودرسًا للآباء والأمهات. فقد أظهرت محبة لابني الكبير ولم أكن أتواصل معه بعد زواجه، بينما أهملت ابني الأصغر على الرغم من أنه لم يكن يتوانى عن تقديم ما يستطيع لي. لقد ندمت على تقصيري تجاهه وأتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر لي.

التمييز بين الأبناء يولد مشاعر الحقد والكراهية والحسد بينهم. قدموا لأبنائكم ما يستحقونه من رعاية وحب، وستجدونهم يعودون لكم بالفضل والبر. قد يكون الابن الذي تعاملت معه بقسوة هو الأقرب إليك في المستقبل.

التعليقات معطلة.