بورسعيد

1495

 

بورسعيد، المدينة التي طالما عُرفت بجوها الهادئ وسكانها البسطاء، شهدت اليوم صد,مة مدوية ألقت بظلالها على الجميع بعد وف..اة الطبيب الشهير زكي صالح، الذي تو،،في نتيجة حا،،دث أ،،ليم أثناء ذهابه لصلاة الفجر.

مأسـ,,ــاة غير متوقعة في ساعات الفجر

كانت الساعة تشير إلى الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما كان الدكتور زكي صالح في طريقه إلى أداء صلاة الفجر. ولكن القدر كان له رأي آخر، حيث لم يكن يعلم أن خطو,,ته هذه ستكون الأخيرة. فقد سقط الطبيب من المصعد الذي كان يحاول أن يدخل فيه. كان الباب قد فتح، لكنه لم يجد المصعد في مكانه. وللحظة من الوقت، وجد نفسه سا,,قطًا في بئر الأسانسير، سقط مباشرة من الطابق الخامس في حادث يثير تساؤلات عديدة حول أمن وسلامة المنشآت السكنية في المدينة.

 

زكي صالح، الذي عرفه أهل بورسعيد بلقب “طبيب الغلابة”، لم يكن مجرد طبيب عظام عادي. كان مثالًا حقيقيًا للعطاء والإنسانية، لا يتوانى عن تقديم المساعدة لمن لا يملكون قوت يومهم. كان يفتح عيادته كل يوم ثلاثاء للكشف على المر،،ضى بالمجان، وخصوصًا من لا يستطيعون دفع تكلفة العلاج. طوال أيام الأسبوع كان يتعامل مع الحالات التي لا تستطيع دفع أي مقابل مادي، ويقدم لهم رعاية طبية ذات مستوى عالٍ.

ما يجعل مصـ,,ــابه أكثر مرارة هو أنه كان يحمل رسالة إنسانية عظيمة لم تتوقف حتى في آخر لحظاته. كان يستقبل المـ,,ــرضى بكل حب ويعمل جاهداً على تقديم أفضل الرعاية للطبقات الفقيرة والمهمشة. هذه الإنسانية تجسدت في مسيرته الطبية التي امتدت لسنوات، حيث كانت أفعال الخير تسبق أقواله، وقد استطاع أن يخلق رابطًا قويًا مع الجميع، سواء في محيط عمله أو في المجتمع ككل.

الأ,,لم والحز,,ن يعم المدينة

المدينة التي شهدت الحاد,,ث، والتي كان لها نصيب كبير من أعماله الإنسانية، غمرها الحز,,ن بعد سماع الخبر المفـ,,ــجع. أهل بورسعيد لم يصدقوا أن الطبيب الذي طالما شاركهم في معاناتهم وآلا,,مهم قد رحل بهذه الطريقة المأسـ,,ــاوية. ليس فقط أصدقاءه وزملاؤه في العمل من شعروا بالفقد، بل جميع من عمل معهم وعايش معهم سنوات من العطاء.

تصاعدت علامات الاستفهام حول ما إذا كان هناك إهمال في صيانة المصاعد داخل المباني السكنية. هذا الحاد,,ث المرو,,ع يطرح سؤالًا محوريًا: هل نحن أمام حا,,دث فردي أم أن هناك أزمة حقيقية في تأمين المنشآت السكنية؟ وفي الوقت ذاته، يتساءل الجميع: لماذا يظل هذا الإهمال مستمرًا رغم تكرار الحوادث المماثلة في مدن مختلفة؟ أليس من الضروري أن تُشدد إجراءات السلامة؟

 

التعليقات معطلة.