قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ⦅12⦆ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ……….
الآيات الكريمة التي ذكرتها جزء من سورة الشعراء، وهي تتحدث عن نبي الله موسى عليه السلام عندما أمره الله سبحانه وتعالى أن يذهب إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد وعبادة الله. النص الكامل هو:
“قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13)”
(سورة الشعراء: 12-13)
التفسير:
“قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ”
موسى عليه السلام يخبر الله بمخاوفه من أن يكذبه فرعون وقومه عند دعوته لهم، وهو أمر يظهر ضعف الإنسان أمام التحديات الكبيرة.
“وَيَضِيقُ صَدْرِي”
يعبر موسى عن شعوره بضيق الصدر نتيجة خوفه من رفض دعوته.
“وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي”
موسى يشير إلى مشكلة في النطق كان يعاني منها، مما قد يعوقه عن تبليغ الرسالة بشكل واضح.
“فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ”
طلب من الله أن يجعل أخاه هارون نبيًا معه ليساعده في تبليغ الرسالة، نظرًا لفصاحته وبلاغته.
الدروس المستفادة:
التوكل على الله:
رغم مخاوف موسى عليه السلام، فإنه لجأ إلى الله وطلب منه الدعم.
طلب العون والمساندة:
يبين لنا هذا الموقف أهمية العمل الجماعي، حيث طلب موسى من الله أن يرسل معه هارون.
الاعتراف بالنقص البشري:
موسى لم يخجل من الاعتراف بمخاوفه ومشكلاته، مما يعكس تواضعه وإيمانه بقوة الله.
هذه الآيات تُظهر العلاقة العميقة بين العبد وربه، وتُعلمنا كيفية مواجهة التحديات بالدعاء والتوكل على الله مع السعي للحصول على الدعم اللازم لتحقيق الأهداف.
سورة الشعراء هي السورة رقم 26 في القرآن الكريم، وهي من السور المكية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة. عدد آياتها 227 آية، وهي تقع بين سورتي الأنبياء والنمل.
أهم سمات السورة:
الحديث عن الأنبياء:
تتناول السورة قصص عدد من الأنبياء السابقين، مثل موسى، إبراهيم، نوح، إدريس، الذي يُدعى أيضًا الخضر، و صالح، و هود، و شعيب، وغيرها من الأنبياء. حيث تذكر معاناتهم في دعوة أقوامهم إلى التوحيد وكيف واجهوا المكذبين.
التأكيد على قدرة الله:
تتكرر في السورة الإشارة إلى قدرة الله العظيمة في خلق الكون وتسيره، مما يعزز من إيمان المسلمين وتأكيدهم على أن الله هو المدبر والمتصرف في شؤون كل شيء.
الرد على معارضة المشركين:
ورد في السورة دعوة للمكذبين والذين يعارضون دعوة الأنبياء، مع تذكيرهم بعاقبة المكذبين في الأمم السابقة. توضح السورة كيف كانت العاقبة لمن كذبوا بالرسل ورفضوا الحق.
محتوى السورة:
قصص الأنبياء: تبدأ السورة بحديث عن قصص الأنبياء الذين بعثهم الله إلى أقوامهم، وكيف كانت ردود فعل هؤلاء الأقوام. كل نبي من هؤلاء قدم حجة على قومه ودعاهم إلى الله، لكنهم غالبًا ما كذبوه.
التأكيد على رسالة القرآن: في بعض آيات السورة، يتم التأكيد على أن القرآن هو كتاب هداية، ويأتي بالإعجاز الذي يعجز البشر عن معارضته.
التهديد للمكذبين: تتحدث السورة عن العقوبات التي حلت بالأمم السابقة التي كذبت رسلها، مثل قوم نوح، عاد، ثمود، و فرعون، وغيرهم.
الحديث عن الشعراء: سورة الشعراء تتناول أيضًا موضوع الشعراء في البداية، وتذكر أنهم لا يتبعهم إلا الذين لديهم ضلال في قلوبهم، وتستعرض الفارق بين الشعراء والأنبياء.
آية مميزة:
من أبرز الآيات في السورة هي آية موسى، التي ورد فيها قصة موسى مع فرعون، وكذلك آية “إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ”، والتي تؤكد على علم الله الواسع والمطلق.
الدروس المستفادة:
التحلي بالصبر في الدعوة: الأنبياء صبروا على تكذيب أقوامهم، مما يوجب على المؤمنين الصبر على الدعوة إلى الله.
التذكير بعاقبة المكذبين: السورة تذكر عواقب المكذبين بالعذاب الذي حل بأممهم، وهو تحذير للمكذبين.
وحدانية الله: تذكر السورة مرة بعد مرة أن الله هو المدبر الوحيد للكون، وهو الذي يرسل الرسل لهداية الناس.
سورة الشعراء تجمع بين قصص الأنبياء والدروس المستفادة منها، فهي دعوة للمؤمنين إلى الصبر والتمسك بالحق في مواجهة تحديات الحياة.